التانغو الاخير في باريس 1972


Last Tango in Paris 1972

تقييم الفيلم/ 

باول (مارلون براندو) وخلفه جيني (ماريا شنيدير) في الحوارات الجنسية الفلسفية  

  • سيناريو: بيرناردو بيرتولسي, فرانكو اركالي و اغنيس فاردا
  • قصة : بيرناردو بيرتولسي
  • إخراج: بيرناردو بيرتولسي
  • بطولة: مارلون براندو في دور باول , ماريا شنيدير في دور جيني. و  جين بيري ليواد
  • تصوير سينمائي: فيتوريو ستورارو
  • مدة الفيلم 136 دقيقة

تعليق نقدي

بقلم لاوين ميرخان

 في احدى الاساطير الإغريقية  في خلق مفاهميهم الخاصة بالعالم , عندما جعلوا (إيروس) :إله الشهوة و الرغبات الجنسية ابناً لـ(إيرس) إله الحرب و الدماء و القتل، الجنس و العنف وجهان لعملة واحدة لا غير،  

يتحدث الفيلم عن شخصين بوهميين (الشخص متحلل من قيم المجتمع) احدهما ارمل والاخرى مخطوبة تجمعهما الاقدار قررا ان يكونا مجهولان الهوية والاسم في الشقة المهجورة التي اتخذاها مركزا لهما لأشباع رغبتهما منقطعيين عن العالم الخارجي, يمارسان العلاقة الجنسية مصحوبة بالعنف يتجلى واضحا في حوارهما بعد اقامة العلاقة… فلسفة الفيلم يكمن في الجنس مرتبط بالعنف اي ان المخرج يسلط الضوء على مفاهيم الجنس عند رجل الذي يمثل السلطة والتحكم, وعلى مفاهيم الجنس لدى مراة التي تمثل ترابط وتضحية وخضوع.

افتتاحية الفيلم تبدأ بصراخ باول (مارلون براندو) ويداه على اذانه قائلا:” لعنة الله…!” بينما هو تحت جسر سكة القطار حيث يخلق ضجيجا رهيبا… يقال ان هذه اللقطة مقتبسة من اللوحة الفنية, لفنان فرانسيس باكون, تأثر بها المخرج  بيرناردو بيرتولسي واستخدمها في فيلمه.

استعمل المخرج  (الضجيج) في بداية الفيلم لدلالة الى معناه الرمزي : انعدام التوازن وانعدام الاستقلال لفردية الشخص, خروج الامور من سيطرته لبعض الوقت…     باول (مارلون براندو) رجل امريكي صاحب الفندق في منتصف العمر, شخصية مضطربة, علاوة على ذلك انه انسان بوهيمي, متأثرا بفاجعة انتحار زوجته… وكان هذا الحدث نقطة مأساوية لحياته.

لينسى ما اصابه لجأ الى باريس, صدفة يلتقي هناك بشابة فرنسية مخطوبة تدعى جيني (ماريا شنيدير) في الشقة ليست بميسورة الحال, اراد كلاهما ايجار الشقة نفسها  بدون ان يدري احدهما والاخر, قرر باول (مارلون براندو) ان يجلسا في الشقة ويظلا شخصين بدون اسماء وبدون تبادل الاسرار الشخصية ويباشرا بعلاقتها الجنسية رغم ذلك. تعلقت جيني بباول  واحبت اسلوبه وعفويته ولم تريد ان تتزوج بشخص يدعى توم (جين بيري ليواد) لكن بسبب خروج باول بدون سابق الانذار ادى ذلك كراهيتها المطلقة لباول.

في الحقيقة, لا باول احب جيني ولا جيني احبت باول, مثلما تعرف:, باول رجلا ارملا زوجته انتحرت  وجيني مخطوبة من رجل مشغول في تصوير الافلام ليس له وقت كاف لها, وهذا  يعني  انهما على الحب الحقيقي مع حبيبهما… الحب هنا يأتي معنى الاعتياد على شئ ما واذا فقد هذا الشئ يبحث عن بديله وان لم يجد بديله يقع في دوامة فكرية ويحطم كل شئ حوله.

وجد باول جيني في احدى شوارع  وحاول كسب ودها مرة ثانية فذهب بها الى البار (تانغو) وقالت له انها لا تريد ان ترى وجه ثانية… لسوء الحظ لباول قتل في الشقة بعد مطاراته لها اذ انه يكن يدري انها تحمل مسدسا فخرج الى البلكونة ويقول ” انا اتذكر.!!! وضع علكته في سياج البلكونة وظل يلقي النظرة على المدينة وخر ميتا.

بينما وصلت الشرطة قالت جيني انه مجنون حاول اغتصابها وانها لا تعرف اسمه.

الان نستطيع ان نضيف الصفة الانتقامية الى جانب مفاهيم الجنس لدى مرأة.

ان ما اعجبني ايضا الادوار في الفيلم: اسلوب جيني الجريئة وطريقة كلامها (اللكنة او عجمة في كلامها) وتتصرف بحرية تامة في الشقة وتمشي عارية فيها بدون حسبان ولا خجل وهي متعلقة جدا بباول…  اما مارلون براندو تحس انه لم يمثل في الفيلم بل اعطى وجه الحقيقي فيه (يقال ان براندو اضاف اشياء من نفسه خارج نص السيناريو  في بعض المشاهد) وتحس انه تعب من انهاء دوره فيتو كورليون في الفيلم العراب وجاء الى باريس ليستمتع بأجواها وينسى متاعبه…

يقول المخرج بيرناردو بيرتولسي :” حلمت يوما بأمراة فاتنة الجمال مجهولة الاسم تمشي في الشارع حرة طليقة “… انطلاقا من فكرته تحولت الى الرواية بوساطة (روبرت الي) بعد اصدار الفيلم وتوزيعه على دور العرض.

الأوسمة:

2 تعليقان to “التانغو الاخير في باريس 1972”

  1. عماد Says:

    مارلون براندو كان اروع مافي الفيلم اداؤه مدهش فعلا ،غير ان السيناريو
    كان متهافت نوعا ما،
    كذلك البطله رغم جمالها الفاتن الا انه جمال يميل للبرائه اكثر
    الشخصيه كانت اكثر احتياجا لفتاه ذات جمال متوحش اكثر ،يعبر عن الشغف بما مارسته ان كان جنسا او قتلا للبطل في النهايه
    شكرا..

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.