المواطن كين 1941


Citizen Kane 1941 

اورسن ويلس في دور تشارليز فوستر كيَن

  • سيناريو: هيرمان جي. مانكيويكز واورسن ويلس
  • انتاج: اورسن ويلس
  • إخراج: اورسن ويلس
  • بطولة: اورسن ويلس, جوزيف كوتن, دوروثي كومينغور, ايفريت سلاون, راي كولينز وجورج كولريز
  • تصوير سينمائي (السينماغرافي): غريغ تولاند
  • مدة الفيلم:- 119 دقيقة

التعليق النقدي

بقلم لاوين ميرخان محمد

يبحث الفيلم بصورة عميقة عن الحياة الشخصية والمهنية لـ ( تشارليز فوستر كين) الذي لعب دوره اورسن ويلس. يقال ان اورسن قد اقتبس هذه الشخصية (تشارليز فوستر كيَن) من حياة ثلاث شخصيات احدهم ذو المكانة والسلطة صاحب المبنى للصحافة يدعى (ويليام راندلوف هيرست), الا ان الفيلم لم يذكره بشكل حرفي والاخر انشء دار الاوبرا من اجل صديقه يدعى (سامويل انسول), ومن حياة اورسن نفسه حيث ان فقد والدته بينما كان هو صبيا عمره تسع سنوات وفقد والده عندما كان عمره خمسة عشرة سنة.

في الحقيقة لم تكن الوسائط الاخبارية متوفرة في قبل وبعد منتصف القرن العشرين لذلك كانت الصحف تمثل واسطة وحيدة لمعرفة الاخبار والتواصل الاجتماعي  فكانت الصحف تلعب دورا اساسيا حينذاك في نشر الاخبار… فاقتصرت الحياة المهنية لـ(كيَن) في نشر الاخبار تنشر بوساطة الصحيفة ولكن سرعان ما تحولت غاية كيَن الى الاستغلال بتلك الواسطة والسعي وراء النفوذ والشهرة على حساب امواله التي ورثها.

يروي الفيلم الحياة المهنية لـ( كيَن) بواسطة التقنية المعتمدة عليها بشكل كلي في تخطيط الفيلم تسمى      بـ (الارتجاع الفني) او (ايراد مشاهد التي وقعت مسبقا)… يبدأ الفيلم من تصوير ممتلكات (كيَن) وثم سرير عليها كيَن وهو على شفير الموت ونطق اخر كلمة له التي قادت الى غموض الفيلم :- (روزبوت ) التي تعد مفتاح اللغز لفيلم

المحور الرئيسي لفيلم هو اداء اورسين ويلس في شخصية كيَن, بالرغم من صغر سنه حينذاك (25 سنة) فقد اجاد الدور في كل مراحل العمر التي مر بها كيَن… في الحقيقة لم اصدق في بادئ الامر لولا لم أتأكد من قرأتي لمعلومات الفيلم.

 

(مذيع يجري المقابلة مع كيَن) في عام 1935 اراد جمهور من القراء عودة جريدة كين بالرغم من حصول الانهيار الاقتصادي الكبير في عام 1929 ادت الى غلق جريدة كيَن لعدة السنين, حيث هبطت سوق البورصة الامريكية ( وال استريت), وتبخرت مدخرات واموال الامريكيين في لمحة بصر, وخيم الانكماش الاقتصادي على الولايات المتحدة الامريكية وصاحبها, نسبة بطالة هائلة دمرت المجتمع الامريكي, حيث وصلت البطالة الى حوالي ثلاثين بالمئة من القوة العاملة .

ان بنية فيلم (المواطن كيَن) هي بنية دائرية لأن بداية الفيلم يبدأ بنهاية مجد كيَن وبفراش موته ونطقه بكلمة (روزبوت) وينتهي الفيلم بتلك النهاية حيث يشهد كيَن زوال امبراطورته امام عينيه وفقدان سيطرته عليها… وهذا يعني ان هذان الطرفان لدائرة هي بداية ونهاية لكيَن وما بينهما سيرة ذاتية ومهنية له.

الفيلم فيه تخطيط ممتاز نابع من الشخص المخطط البارع والواثق من نفسه ;بعد ممات كيَن ونطقه الكلمة الاخيرة روزبوت, يبدأ الفيلم بالوثائقية عشرة دقائق تتحدث عن

 ممتلكات كيَن وكيفية اخذ ميراثه… واثناء الفيلم يصور المشاهد تبقى عالقة في ذهن المشاهد او بالاحرى لا تنسى:-

1.  الابراج (زانادو) في بداية الفيلم.

2. والدان كيَن في داخل المنزل بينما كيَن الطفل يلعب خارجا ويظهر واضحا من خلال النافذة بتصوير بؤري.

والدان كيَن في داخل المنزل بينما كيَن يلعب خارجا بتصوير بؤري حاد


 3. حملة اعلان لترشيحه لرئيس الولاية في محل جيم غيترز(هذا المشهد يعتبر ايقونة في عالم السينما واكثر تأثيرا لأنه مشهد فني وفلسفي حيث ان وقوف تشالريز فوستر وخلفه بوستر ضخم لصورته وعدد من المستشارين الجالسين ادى الى هيبة وتأثير عميق) حيث ملصق كبير لتشارليز فوستر كيَن خلف كيَن في سعي وراء النفوذ والشهرة والقاء الخطبة ضد سياسة جيم غيترز

حملة كيَن ضد سياسة جيم غيترز

4.  انعكاس المرآة لكيَن وتخلق عدة كيَنات في نهاية الفيلم… بعد فقدان سيطرته عن زمام الامور وفقدان سيطرته على امبراطورته… مشى كيَن بصمت مريب في قاعة داخل قصره بعد توقيعه على الاوراق برضوخ واثناء مشيته تكونت عدة الصور لكين على المرايا المتوازيا, بتصوير حاد ورمزي… بغض النظر في المكياج الذي يجعل اورسين ويلسِ بيدو في نهاية الستينات من عمره.

انعكاس عدة كيَن في المرايا المتوازية

 لقد قلت آنفا ان شخصية كين متأثرة بثلاث شخصيات و احد منها شخصية اورسين ويلس حيث كان يتيما في حياته الشخصية وعكسها في فيلمه… فبعد زوال امبراطورته ظل كيَن يبحث عن الامل واحلام طفولته  بينما هو على فراش الموت, نطق بكلمة (روزبوت) التي لها رمزية عالية التي ترمز الى الطفولة السعيدة لكيَن… يبدو تعلقه بطفولته واضح جدا من خلال مسكه بزجاجة الكرستالية التي تحوي نموذجا طبق الاصل لمنزله القديم الذي كان يعيش مع والداه (كما في الصورة والداه في المنزل بينما هو يلعب خارجا). ينطق الكلمة روزبوت تسقط الكرستالة من يده في بداية الفيلم لتؤكد على الحدث وبداية مثيرة لجد لمعرفة ما يهدف اليه المخرج.

فيلم المواطن كين فيلم مرجعي متكامل في كل نواحي السينما… من النادر, تجد فيلما يعتبر من الجهود الفردية, اي شخص وحده يقوم في معظم مهام الفيلم وخصوصا المهام الرئيسية ككتابة السيناريو والاخراج وتخطيط المشاهد… كل هذا العمل انجزه اورسن ويلسِ باحترافية رغم صغر سنه حينذاك. من الجدير بالذكر ان اورسن تأثر بالمخرج (جون فورد) الذي كان معاصر له ولكنه كان اكبر منه بكثير…حيث ذكر اسمه ثلاث في احدى مقابلات اذ انه سئل مرة : اي مخرج كان الهامك؟ فقال اورسن:-” افضل الاساتذة القدماء… اقصد بكلامي هذا  جون فورد, جون فورد وجون فورد“. وبذلك من خلال علاقته بهذا المخرج ; استأجر المصور السينمائي غريغ تولاند الذي كان يعمل لدى جون فورد.

 

الأوسمة:

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.