Santa Sangre 1989


الدماء المقدسة 1989

  • سيناريو و إخراج: إليخاندرو جودوروسكي
  • بطولة:/أكسل جودوروسكي… فينيكس / العنقاء, بلانكا غويرا…غونتشا, غاي ستوكويل… أورغو, سابرينا دينيسن… ألما, أدان  جودوروسكي… فينيكس الصغير
  • تصوير سينمائي: دانيلي نانيوزي
  • موسيقى تصويرية: سيمون بوسويل
  • مدة الفيلم 120 دقيقة

التعليق النقدي 2 (المراجعة الاولى هنا في هذا الرابط)

بقلم لاوبن ميرخان Laween Merkhan

القسم الأول:

ذكريات فينيكس الطفولية مؤلمة, فكان ينظر إلى سلوك والده, يدعى أورغو, رامي الخناجر, و علاقته بالأمراة جميع جسدها مرسوم بالتاتو.

بينما المهرجون و البهلوانون يتدربون على الفعاليات و الحركات البهلوانية, لاحظ فينكس كيف إن الأمرأة التاتو شبه عارية تقسو على أبنتها بالتبني الصماء, تدعى ألما (سابرينا دينيسن), لتعلمها المشي على الحبل الناري بالصراخ و الضرب بالسوط, فلم تستطع المشي عليه.

تركت الامرأة التاتو أبنتها بعد إنشاهدت أورغوا, فأخذت تداعبه و قامت له حركات الأغراء الفاحشة. ليثير شهوتها و تحفيزها, أرادت منه إن ترمي عليها السكاكين بينما هي تقف على الجدار المخصص, فرمى عليها السكاكين بقرب منهافتتلمسها بلسانها بصمات أورغو على السكينة المرمي بجوار رأسها, ثم يرمي السكينة الأخرى على أسفل بين ساقيها, فتتحرك شاقوليا نحوالأسفل لتتحسس به, حيث لا يثير شهوتها إلا بهذه الطريقة الشاذة. 

 لم يجد فينيكس والدته كونتشا في السيرك, فبحث عنها إلا أن وجدها مرتدية الزي الأحمر, على صدرها شعار (XX), تدافع عن الكنيسة الصغيرة بمد يديها على جانبي مع باقي رفيقاتها لحيلولة دون هدمها من قبل سيارات كبيرة مخصصة لهدم بنايات لغرض تكبير شوارع المدينة.

ملصق فيلم دماء قديسة 1989

لم يستطع فينيكس الدخول بسبب الحشد الهائل من الناس ليشهدوا هذا الحدث. لم تهدم الكنيسة إلا بعد موافقة البابا (كبير الكهنة) الذي جاء ليلبي نداء كونتشا. لم يحب أجواء داخل كنيستها البعيدة عن الطقوس المسيحية, فوجد تمثال فتاة تدعى ليريو بلا ذراعين , و في وسط القاعة بُركة كبيرة فيها مياه بلون الدم, و تقول كونتشا إن هذه دماء ليريو, فأجابها البابا بالنفي بعد إن فحص المياء و قال هذه صبغة, فأمر الرجال في الخارج بهدم الكنيسة, و خرجت الراهبات ذات رداء حمراء, بينما تمسكت كونتشا بتمثال ليريو, لكنها خرجت بعد إن شاهدت أبنها خارج المبنى صارخا.

رجعا سويا إلى السيرك ليجدا زوجها يغازل الامرأة ذات التاتو, فغضبت كونتشا كثيرا و طردت الأمراة التاتو من الحضور, و سخطت على أورغوا كثيرا الذي استطاع إن يهدئ مزاجها العكر بالتنويم المغناطيسي من خلال النظر إلى عينيها و كأنه أفعى, ثم مارست الجنس معه بعيدا عن الانظار خارجا خلف المصنوعات القشية بينما هي ما زات مرتدية نفس الزي الأحمر. أثناء ذلك كان فيل السيرك يحتضر.

و في الجهة الثانية, نجد فينيكسالصغير ينظر إلى صديقته الصامتة الما تخشى من المشي على الحبل الناري. ما أن تلاطف معها و ابتسم لها, أستطاعت أخيرا هذه الفتاة إن تجتاز ذلك الحبل بدون ألم و شعور بحرارة النار, و هذا مشهد في قمة التعبيرية, حيث يمثل تعبير مجاز حيث تتطلب مثل هذه المحن إلى التشجيع باليسر.

حزن فينيكس موت فيل السيرك, الذي قبل مماته بدقائق معدودة طرح الدماء بغزارة من خرطومه. حضر الموكب الكبير من افراد السيرك ليرموا الفيل الميت مع تابوته على الوداي, فسرعان ما خرج الحشد الكبير من عدة افواج الوادي في لحظة سقوط تابوت الفيل, ثم قطعوه اشلاءا ليأكلوا.

بعد إن أتمت المراسيم, أخذ أورغو أبنه بعيدا و دخلا إلى غرفته و اقفل الباب, ثم رسم على صدر أبنه الوشم الأبدي الكبير على شكل الطائر الاسطوري: العنقاء, ثم البسه ملابس تشبه زي أورغوا. من الجدير بالذكر إن فينيكس في معظم مشاهد طفولته في الفيلم يبكي كثيرا بسبب عاطفيته المفرطة و كونه مرهف الحس. ثم اورغو ترك فينيكس يغادر المكان و وجد ألما سعيدة تحاول تخفف احزانه فعملت كِلا يديها على شكل الطائر يرفرف جناحيه يخرج من الوشم على صدره.

في ليل احدى الايام, يقدم المهرجون عرضا مسليا أمام الجمهور داخل خيمة السيرك. بينما كانت كونتشا تعمل اعمالها البهلوانية, شاهدت أورغوا و الامرأة التاتو سويا خلف الخيمة ثم ذهبا بعيدا لأقامة العلاقة الحميمية, فصرخت صرخا مدويا و طلبت منهم إن ينزلوها.

قررت كونتشا إن تنتقم منهما, فرشت الحامض الحارق على عضو أورغو التناسلي, بينما هربت الأمراة التاتو خشية من جنون كونتشا, أما أورغوا دفعها إلى الجدار ثم قطع ذراعيها كليا بسكاكينه الحادة, ثم مات بعد قليل, وكل هذا حصل بينما فينيكس محبوس في سيارة فان حيث اقفلت والدته عليه قبل إن تدخل على أورغو و صديقته لئلا ينظر انتقامها.

 القسم الثاني:  

القسم الثاني عبارة عن جنون فينيكس, أي فقدان وعيه بالحقيقة و تحسسه بالواقع الان, فما يزال يرى طفولته في عينيه. و يعتبر هذا القسم خادع بطريقة مقصودة, فيجعل المتفرج إن كونتشا ما زالت على قيد الحياة تتحكم على أبنها, ففي الحقيقة هي ميتة لكنها تمثل ذاكرة خالدة في ذهن فينيكس الذي اخذ يقتل النساء بأمر والدته التي قُتلت بسبب امرأة جميلة وقعت في غرام زوجها. و هنا الفكرة تشبه إلى حد ما فيلم Psycho 1960 لمخرج الفرد هيتشكوك.

في بداية الفيلم, يسمع فينيكس نداء والدته في خارج مستشفى الأمراض العقلية (و هذا النداء تخيلي), فخرج من النافذة العالية, ووجدها بلا ذراعين, فتبعها ليبقى في خدمتها و رعايتها.

الصورة في الاعلى, مشهد من فيلم الجبل المقدس, حيث يريد الرجل العجوز إن يعطي عينه لفتاة صغيرة. و في الأسفل, مشهد من فيلم الدماء المقدسة, حيث ألما تقف أمام شاب يريد اعطائها أذنه لها

بلغت الما سن الرشد, و ما زالت تعيش مع والدتها الأمرأة التاتو, التي قُتلت بيد فينيكس, لكن الفيلم لم يظهر سوى الطعنات عليها و يداه حاملا سكينا بأمر من والدته التي قُتلت بسببها (والدة فينيكس هي وهم طوال الفيلم, لكنه جسدها تماشيا مع ذهن فينيكس الذي يعتقد بأنها حية). الما لم تكن موجودة وقت مقتل والدتها حيث أنها هربت من الرجل العملاق التي ادخلته والدته, فنامت خارجا, و في اليوم التالي قررت الرجوع و شاهدت والدتها غارقة في الدماء, فبكت كثيرا و خرجت و لم تعود.

المخرج إليخاندرو يكرر بعض الرموز الدلالية في افلامه, أحدها الرجل يعطي أحدى أعضاءه السمعية أو البصرية لفتاة يحبها لمرة واحدة يلتقيان و آخير مرة, ففي الفيلم الجبل المقدس 1973, نجد رجل يقف بالقرب من الكنيسة خرجت منها اثنى عشر عاهرة برفقة طفلة بعد إن أتموا الصلاة, ثم ينادي عليها ذلك الرجل العجوز ويقبل يداه ثم يعطيها عينيه الأيسر. أما في فيلم (الدماء المقدسة 1989), خرجت ألما من منزلها بعد مقتل والدتها, تصادف رجلا في الطريق تقع نظره عليها فرغب فيها, فأعطى لها اذنه اليمنى, لكنها رفضت لاسيما لم تكن نيته حسنة. و هنا السؤال يطرح نفسه: لماذا كرر اليخاندرو هذا المشهد الرمزي في هذين الفيلمين؟ 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.