كنز جبال سييرا مادري 1948

The Treasure of the Sierra Madre 1948

• سيناريو وإخراج: جون هيوستن , السيناريو مستوحى من رواية بنفس عنوان الفيلم من تأليف: بي. ترافين
• بطولة/ همفري بوغارت… دوبس, والتر هيوستن… هوارد, تيم هولت… بوب كورتين
• تصوير سينمائي: تيد دي. ماكورد , تحرير الفيلم: أوين ماركس

126 دقيقة

بقلم لاوين ميرخان Laween Merkhan

                         ما زال (كنوز سييرا مادري) مطبوعا في ذهني منذ سنوات عدة ومحفور في قلبي سواء متأثرا من ناحية القصة او اداء الممثلين خصوصا من قبل “بوغارت” و”والتر هيوستن”, إلى جانب الحبكات الجانبية تتجلى معاني عديدة فالقصة الرئيسية تطرح القضية الاخلاقية فيما تتعلق في تغيير ضمائر البشرية و النفوس الجشعة تتضح حيال بحث عن الذهب الذي يبدو كأنه لعنة ينتهي المطاف بسوء العاقبة او توقع كل اشياء سيئة ستحصل بعد جمع مكسب سريع. المغمغم العظيم “همفري بوغارت” قام بتجسيد دور سينمائي تاريخي لا مثيل له عن شخصية مرتابة شكاكة يتهم الآخرين بشكل باطل يدعى (فريد سي. دوبس), لا يأخذ بنظر الاعتبار حيال اقوال الحكيم العجوز هوارد (والتر هيوستن) ولا يقدر خبرته بل يسخر منه. 

في عشرينيات القرن الماضي, استقرت الاوضاع إلى حد كبير بعد الحرب الاهلية المكسيكية و لم يتبقى إلا قطاع الطرق وعصابات متجولة في المناطق النائية مطاردة من قبل القوات الفيدرالية المكسيكية الشرسة. إلى جانب ازمة مالية وانعدام الوظائف, تدور محور القصة حول الاجانب يعيشون في المكسيك وبالتحديد في مدينة ” تامبيكو “, “دوبس” احد مواطنين امريكيين من طبقة كادحة تحت مستوى صفر كما نلاحظه في افتتاحية الفيلم يشحذ من السيد الامريكي الثري ذا البدلة البيضاء (جون هيوستن). يلتقي “دوبس” امريكي آخر يعاني من الضائقة المالية ايضا يدعى “كرتن”, ينتهي بهما المطاف بسرقة آجورهما واجور العمال السذج الآحرين بعد نصب المخيم من قبل صاحب العمل المحتال الذي خلق عذرا لغيابه فأنطلت الحيلة على العمال المساكين.  بقلـ(لاوين ميرخان)ــم

بالمصادفة في الفندق الرخيص اصغيا عرضا إلى عجوز خبير يتحدث عن كيفية إيجاد الذهب الخام يتطلب خبرة ويتمنى مجموعة اشخاص ينضموا إليه, والظاهر انه كان غني في احدى مراحل حياته, يدعى هوارد (والتر هيوستن). مجرد الحديث عن الذهب والمكسب السريع مغري جدا لكن في المقابل ذلك رحلة خطيرة جدا بالإضافة إلى احتمال نسبة كبيرة تعرض للهجوم من قبل قطاع الطرق واللصوص, “دوبس” لا مانع لديه حتى بلا تفكير في مخاطر الرحلة إلى “جبال سيرا مادري ” فيتفق هو وكيرتن  بالانضمام إلى هوارد بالكاد استطاعوا توفير نفقات الرحلة.

في جبال سيرا مدري حيث مكان الكنوز الذهب فبدأت عملية التنقيب عن الذهب الخام (يظهر بشكل رمل), هوارد وكيرتن معتدلان جدا وعلى حسن السلوك تماما متمسكان بالاخلاق الحميدة اثناء العمل بخلاف دوبس لا يثق مطلقا بهما فعادة يبدأ الحوار عن كيفية تقسيم الغنائم, كما اثناء حلول الظلام يخشى من احدهما يفر بالذهب. بعد نزول كيرتن إلىالمدينة لشراء المؤن, امريكي آخر يتسلل وراءه إلى مكان جبال سيرا يدعى “جيمس كودي” ويطلب منهم إن يتقاسم معهم الكنز فقرر الرجال التخلص منه لكن عدلوا عن ذلك حين فجأة ظهر قطاع الطرق المكسيكين احدهم يدعى “غولد هات” سبق أن رآهم اثناء الهجوم على القطار في بداية الرحلة, دوبس شاهر السلاح  فيخبره غولد هات “الوحيد يجيد الانكليزية” إن هو ورجاله من القولت الفيدرالية, فيرد دوبس عليه عن سبب عدم وجود شارة الرتبة العسكرية, فيجيبه بإنهم ليس بحاجة إلى الشارات لقيام التحريات. ينتهي المطاف بتبادل اطلاق النيران وموت كودي, ويتضح بأنه كان متزوج ولديه ابن, قد عزم على جمع المال قبل موسم الحصاد. بقلـ(لاوين ميرخان)ــم

بعد شهور طويلة من كد وجهد في البحث عن الذهب, اكتف الثلاثة بجمع كمية وفيرة من الذهب, لكن في تلك الليلة يطلب الهنود المساعدة لإنقاذ صبي غاب عن الوعي بعدما نجا من الغرق, “هوارد” يذهب مع الهنود واستطاع إن ينقذ الصبي بالاسعافات الاولية وقد شرط عليه الهنود البقاء معهم كرد المعروف على ما فعله من العمل البطولي. دوبس يقرر الاحتفاظ بنصيب هوارد والذهاب إلى مكان آخر, لكن كيرتن لم يتفق معه فيتشاجران وينتهي المطاف باطلاق دوبس النار على كيرتن الذي نجا بأعجوبة, ثم اسرع لإخبار هوارد ما حصل. “شر البلية ما يضحك” ينفجر هوارد وكيرتن ضحكا بسبب خسارة في الجهود والذهب مع ادراج الرياح, حيث تعرض دوبس للمهاجمة من قبل “غولد هات” ورجاله ومن شدة جهلهم اعتقدوا بإن اكياس الذهب عبارة عن الرمل فسرقوا البغال, وبسبب إنها تحمل ختم مما تعني انها مسروقة قامت القوات الفيدرالية بإعدامهم فورا بعد إن حفروا القبور لأنفسهم. هوارد ينصح كيرتن إنا ما زال هناك فرصة لإنتهازها بذهاب إلى زوجة كودي في موسم الحصاد.