كول هاند لوك 1967


Cool Hand Luke 1967

( * فيلم قابل للدراسة)

بول نيومان في دور كول هاند لوك

  • سيناريو: دون بيرس و فرانك بيرسون
  • إخراج: ستوارت روزنبيرغ
  • بطولة: بول نيومان في دور لوك جاكسون (كول هاند لوك)
  •          جورج كينيدي في دور دراغلاين
  •          ستروثر مارتين في دور رئيس مخيم السجن
  • التصوير السينمائي: كونارد هال
  • مدة الفيلم: 125 دقيقة

التعليق النقدي و تلخيص القصة

بقلم الناقد السينمائي لاوين ميرخان Laween Merkhan

كول العائد من حرب الفيتنام لديه عقدة الرب عندما شاهد كل الاخلاقيات تموت من حوله و الاشياء من حولة لا ليس لها اسباب منطقية, بالعكس ما يحدث من حوله هو عكس ما هو متعارف عليه من اخلاقيات, و هنا نحن نتكلم عن الاخلاقيات المسيحية (عن  طيبه الله ,فهو المحبة بالشكل المطلق: المحبة الكاملة والسلام الكامل . والتجسيد الكامل في شخص المسيح الوديع والمحرض على كل فعل طيب)… لذلك قتل نيتشه الله مجازيا في كتابه :هكذا تكلم زرداشت… عندما اعلن زرداشت وهو يحتضن جسد البلهوان الساقط من الحبل المربوط بين جبلين : ويحك إلا تعرف ان الله قد مات .وكيف لا يموت وكل الاخلاقيات التي يدعوا إليها الرب اما معطلة او غير صالحة للاستخدام ؟

يجسد هذا الفيلم صراع غير متكافئ بين الاثنين, بين (لوك) و الحكومة, يظهر عدم احترامه لها ذلك من اصراره على عدم التزامه لقوانين, ومحاولاته الهروب من معسكر السجن عدة المرات, يدعو  بدون الشك بأنه لديه عقدة النقص متأزمة بشكل عميق بداخله…الا وهو منافسه الاب أو الحكومة او حتى  الله), ويبدو واضحا ذلك عندما ظن لوك انه نجح من السلطة الطاغية, ينظر الى السماء ويقول لربه كيف انه لا يحتاج الى الرعاية الالهية وانه بمجهوده السخصي تغلب على العواقب.

لوك لا زال يبحث عن الله, يبحث عن عهد قديم او عهد جديد … او يبتكر على الاقل طريقة للتحدث مع الله, ان الله في داخل كل شخص منا, ماذا حدث في الحرب, ما حدث له في السجن . امر لا يفهمة . في بحث دؤوب عن الله . في مقطع رائع تحت المطر يتكلم لوك مع الله . في عبارة دسمة ومكثفة جداً…  تعرب عن اوجاع لوك: اين انت… اكرهني … اجبني . اقتلني, اضربني بصاعقة … فقط تكلم,  رد علي يا ايها العجوز..  جاوبني.  لوك هنا يريد ان يفهم ما يحصل من حوله. التعاكس الرهيب بين ما يؤمن به في طفولتة عن الرب وما حصل له الان. يريد ان يتكلم مع الرب .. جذورة ..جذور الايمان تضرب في اعماقة ولكن لسانه يقول شيء اخر . في ازمة فقدان الامان فقدان الهوية فقدان التواصل مع العالم. يرجع لوك إلى الله… عسى ولعلى يخرج من تلك الازمة التي يعيشها جندي العائد الى الوطن والمحبوس داخل الوطن نفسه.

كان (كول هاند لوك) بطلا في حرب الفيتنام ونال وساما تقديرا لشجاعته… ولسبب المجهول نبذ القانون والحكومة, لم يتعمق الفيلم في التفاصيل حول سبب تخلي كول هاند لوك عن اخلاقاياته, بل الفيلم ركز بعمق أفتتاحية رائعة مدتها عدة دقائق كافية لتعريف هوية (كول هاند لوك), وتفاصيله كما يأتي… انسان مخمور في وسط الشوارع, يقوم بتخريب العدادات دليل انه كاره لنظام الحكومة, يلبس قلادة تحتوي فتاحة زجاجة الجعة.

ذروة الفيلم تكمن من خلال رفض (كول هاند لوك) بشكل قطعي ان يكون مستسلما لنظام الجائر, وان كلف ذلك بحياته… وقد كلف حياته فعلا بهروبه من مخيم السجن لعدة المرات. وكان دخول (كول هاند لوك) الى السجن بإرادته هو, وذلك في احدى الليالي قام بتخريب العدادات قائمة في شوارع المدينة بينما هو مخمور, قام البوليس بتوقيفه. حكم على لوك لمدة سنتين مع الاعمال الشاقة في مخيم سجن فلوريدا بأشراف الرئيس السادي.

 يعمل لوك بصورة روتينية يوميا مع زملائه الاعمال الشاقة (يخرج سجناء خارج المعسكر لغرض تنظيف الشوارع وقص الحشائش) وتتيح لهم الراحة والترفيه (لعب الورق وشرب الجعة) عندما يحل الليل. في احدى اعمالهم الشاقة  لاحظوا فتاة نصف عارية تقوم بتنظيف السيارة بالحركات المغرية عندما تمسك الاسفنجة بشدة وغير ذلك,  ادى الى اثارة السجناء نتيجة حرمانهم من اقامة العلاقة, هذه اللقطة تعتبر ايقونة سينمائية!

تثير هذه الفتاة السجناء بينما هم مشغولون بالأعمالهم الشاقة

في اليوم التالي, تلاكم لوك مع دراغلاين بسبب هذه الفتاة… في المساء الماضي عندما حان موعد النوم, ظل محور حديث دراغلاين عن تلك الفتاة المثيرة التي كانت تنظف السيارة… لم يكن لوك مهتما لموضوع لأنه كان يدري ان هذه خدعة من الحكومة, فقال له انسَ امرها ودعنا ننام..! مما جعل دراغلاين غضبانا واخبره انه عليه يوفر طاقته ليتلاكم معه غدا. هزم لوك في الملاكمة.بعد فترة, صار دراغلاين رفيقا مخلصا لوك بعد ايام من ملاكتهما. دراغلاين هذا ضخم الجثة وفارع الطول… شخصيته هيبة مما جعلت منه زعيم السجناء, صوته مميز واشقر الشعر.

لكي يبرز نفسه و اهتمام الناس بآخر اخباره, يحاول لوك لفت انظار زملائه السجناء عدة محاولات و تحديات مخاطرا بحياته, منها يتراهن في احدى الليالي يتطوع لوك في التحدي وقال انه سيأكل 50 بيضة مسلوقة بساعة واحدة, استغرب رفيقه دراغلاين عندما سمع بهذا العدد الصخم, نجح لوك لكن بعد انتفاخ كبير في معدته. و المشهد عندما يهرب من السجن, يرسل لهم مجلة اسبوعية على احد صفحاته صورته مع فتاتين.

 نتيجة هروبه المتكرر يقوم الحراس بربط الأصفاد في رجله… ازداد عدد الاصفاد في رجله لما يهرب بالأضافة وضعه في غرفة الصندوق تمثل السجن الانفرادي. ان لوك هو الوحيد في المعسكر يقوم بالهروب ودخوله في المراهنات الصعبة وازعاجه لحراس… مما ادى الى اتخاذه بطلا مغوارا وقدوة حسنة لسجناء.

بعد عدة العقوبات الغير مجدية, يطلب منه الحراس ان يحفر حفرة مستطيلة عميقة على شكل قبر…  بعد الجهد الجهيد يأتي حارس اخر ويطلب منه ان يملأ الحفرة ثانية, بعد انهاء ملأ الحفر, جاء الحارس الاول وطلب ان يحفر مرة ثانية.  في المساء انهى لوك الحفرة وهلك كثيرا, ركله احد الحراس ووقع في الحفرة وانفجر لوك باكيا وقال: “ارجوك يا سيدي, لا تضربني مجددا, حبا لله لا تضربني مجدد… اوه يا الله, يا الله… الهي اتوسل اليك ان ترحمني وان لا يضربوني هولاء الحراس… سأنفذ اي شئ تطلبوه مني ارجوكم لا تضربوني مجددا, لا اتحمل اكثر من ذلك”. ينهض لوك من الحفرة ويمسك قدم الحارس متوسلا اياه انه سيكون على الصراط المستقيم. حزن السجناء عندما رأوه بهذه المنظر التعيس, لأنه كان بمثابة بطل لهم.

بعد الايام بينما كان السجناء يشتغلون الاعمال الشاقة في خارج المعسكر, جعل الحراس لوك خادم… اشمئز السجناء من منظر لوك البطل الذي كان يهزأ من الحراس بينما الان هو صبي الحراس… واحد منهم من خيبة امله لبطله رمى سيكارة على لوك بينما كان يجلب الماء لأحد الحراس, اثناء ذلك استغل لوك الفرصة وقام بقيادة الشاحنة ولحقه رفيقه دراغلين. استوعب السجناء اخيرا لما تصرف لوك بخنوع وخضوع في المدة الاخيرة… فكان يتحايل على الحراس لأستغلال الفرصة الذهبية على حين غرة.

كان لوك يتقصد  إظهار نفسه امام زملائه في السجن بأزعاجه لسلطة السجن, وان يكون مثيرا لجدل والناس تتكلم عنه (لوك فعل كذا ولوك دخل في مبارزة مع كذا)… رغم التعذيب والاهانة له من قبل حراس المعسكر, ابتسامته تظل مشرقة.

بعد قطع المسافات طويلة سويا, قرر لوك ودراغلاين ان كل واحد منهما يختار طريقه على حدة… بعد ذهاب رفيقه لجأ لوك الى الكنيسة المهجورة وراح يسرح بنظر على سقائف الكنيسة بأمعان فقال (يتوجه بكلامه هذا الى الله): “هل تسمح لي بدقيقة؟ اعلم اني انسان ليس لعلى الخلق واني قتلت اناسا في حرب الفيتنام واتسكع مخمورا في الشوارع, اعلم ليس لي الحق ان اتضرع لك… في الحقيقة لاحظت انك جعلت الاقدار تمعني ان اتغلب على المحن, في كل الاحوال اخرج انا خاسرا… ومهزوما من قبل السلطة والحكومة والقانون… انا احب ان اقول لك شيئا, انا بوحدي انجزت المستحيلات  بيدي وعرقي… اين انت كنت؟ اين منزلي عندك؟ … ربما عليه ان اشق طريقي بنفسي” بعد لحظات جائت سيارات البوليس محاصرة الكنيسة وطلب البوليس والحراس منه الاستسلام… استعمل البوليس رفيقه دراغلاين (الذي مسك ايضا) لأدراجه ونصحيته بأن يستسلم بغير اكراه… يبتسم لوك ابتسامة ذهبية ويقول لرب: هل هذا هو جوابك؟ …

ينظر لوك الى الكم الهائل من البوليس من خلال النافذة ويقول العبارة الشهيرة بصوت عال نفس العبارة سخريةً من  رئيس المعسكر قالها لسجناء مسبقا  :- ” المشكلة التي نواجهها هنا, هي إخفاق في التواصل “

يُقتل لوك حين قال هذه العبارة من قبل احد الحراس مرتديا النظارة الشمسية ولا يتكلم طوال الفيلم , قتله بدون تصريح من رئاسه. يصاب دراغلاين بنوبة الجنون فيهاجم على هذا الحارس صاحب النظارة الشمسية.

7 تعليقات to “كول هاند لوك 1967”

  1. الشخصيات الطيبة والشخصيات الشريرة في السينما الأمريكية « مسودة سينمائية Says:

    […] كول هانك لوك 1967 […]

  2. الشخصيات الطيبة والشخصيات الشريرة في السينما « مسودة سينمائية Says:

    […] كول هانك لوك 1967 […]

  3. افلام قابلة لدراسة « مسودة سينمائية Says:

    […] كول هاند لوك Cool Hand Look […]

  4. خالد العنزي Says:

    حقيقه ماكنت اتخيل احد عربي ينصف هذا الفيلم ..

    تحفه فنيه واداء نيومان كان خيآآآآآآآآآلي ..

    شكرا عالموضوع ..

  5. Aquilani Mmamm Says:

    للأسف من أكثر الأفلام اللي أجلت متابعتها , فيلم جميل مثل ابتسامة باول نيومان
    بالمناسبه استاذ لاوين حبيت اسألك عن اسم اكاونتك في تويتر اذا موجود

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.